هذه بضاعتي مزجاة ..
دون مقدمات .. دعوني انهمر هاهنا ..
على حدود مملكة الصمت تلتقي كل الجُمَل .. تبقى هناك أملاً في مجاوزة الحدود واقتحام الأسوار ..
يطول بها المُقام ، فتتمنى الموتَ حيثُ أحبّتْ أن تجدَ الحياة ..
حواجزُ من عتمَةٍ تخترقُ أرصفةَ الوجدان وتمكثُ بلا إِذنٍ لتُحيلَ بصيصَ الودِّ رماداً ملتحفاً بالسواد ..
صمتٌ يُطبقُ على هاتيكً الأروقةِ وفي جَنباتِها يُخيِّمُ الصقيع ..
فتكتنفها معالمُ الرهبةِ الموحشةِ ولا يُبالي بها سوى شيءٍ من البعثرات ..
جدرانُها الصلدةُ تُحَجِّمُ الفضاءَ الرحبَ ولا شيءَ أوضحُ للعيانِ من تناقضِ الخُطى المتقهقرة .
والصمتُ حائرٌ حبيس لازال يستصرخُ الفضفضة..
أروقةٌ كثيرةٌ جمَعتْ ما تبعثرَ من صخب ..
لمْلَمَتْهُ مراراً وهو بعنجهيِّةٍ يأبى الانحسار .. ينتشرُ ليُكمِّمَ أفواه الطرقات المجنونة ويملَأها "جعجعة "
هكذا هي الأروقة هناك ..
ترزحُ تحتَ وطأةِ الصمت والمنفى .. تترنم ُكبلبلٍ شارفَ على الهلاك ..
وبعد حينٍ يموتُ " مُغرِّداً " لا نائحاً كما أرادوا ..
مسكينٌ هو .. غادرَ المنفى للتو فتَحرَّرتْ برحيلهِ التساؤلات :
أ حقاً كانَ ينوحُ عند احتضارهِ أم يُغنّي لحنَ وداعهِ الأخير .. !!
منقول